يحقق الانتساب لآل البيت ‘بعض المزايا التى يتمتع بها أفراد النسل الشريف ‘ف آل البيت أشخاصا مرتبطون بالرسول صلى الله عليه وسلم فى نسبه ‘بل ووضعهم رسول الله صلى الله عليه فى مكانة مقربة إليه ‘فقال صلى الله عليه وسلم عندما جائت درة بنت أبى لهب إليه وهى ابنة عمه ‘اشتكت له أن النسوة تعايرها بنسبها لأبى لهب فصعد بها إلى المنبر وقال:” أيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي أُوذَى في أَهْلِي؟ فَوَاللهِ إِنَّ شَفَاعَتِي لَتَنَالُ قَرَابَتِي حَتَّى أَنَّ صُدَاء، وحُكْمًا، وسلهبًا لَتَنَالُهَا يَوْمَ القِيَامَةِ” وروى ابن أبى عاصم والطبرانى وابن مردويه وابن منده (كتاب المناقب)باب مناقب درة بنت أبى لهب ص٢٥٨ أحمد بن محمد الخوارزمى (مؤسسة النشر الإسلامى)سنة ١٤١١ه.
فآل البيت وان كان البعض منهم قبل الاسلام غارقا فى ظلمات الجهل فمن فضل انتسابهم لهذا النسب الشريف أن شفاعة النبى الخاصة تنالهم يوم القيامة.
فقد جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنك تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لن تنالوا الخير” أو قال : “الإيمان ، حتى يحبونكم لله ورسوله ولقرابتي ، أيرجون أن يدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب” . رواه الطبراني عن ابن عباس. (المعجم الكبيرلأبى الطقاسم الطبرانى)ص٤٣٣ مكتبة ابن تيمية -القاهرة ١٣٩٢ه
وعليه فمن فضل الانتساب إلى هذا النسب أن كافة الناس يرجون شفاعة الرسول صلى الله عليه يوم القيامة إلا بنى المطلب لا يرجونها.
وفى سياق الحديث المبارك عن فضائل هذا النسل الشريف فقد أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية :أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‘لما وضع ديوان العطاء وعند إخراج المال ‘كان يسجل المسلمين على قدر أنسابهم’فبدأ بأقرب الناس نسبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‘وكان هذا الحال من خلفاء بنى أمية ‘وولد العباس ‘الى أن تغير الأمر بعد ذلك.”اقتضاء الصراط المستقيم”لابن تيمية .ص١٥٩.(دار عالم الكتب الطبعة السابعة١٤١٩.
وقد ثبت فضل الإنتساب لهذا النسب الشريف فى القرآن فقال تعالى “يانساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا “الأحزاب ٣٢’ففى الآية الكريمة تفضيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم واعتبارهن بأنهم ليسوا كأحد من النساء.
فقد أشاد الحافظ بن كثير “أن نساء النبى صلى الله عليه داخلين فى قوله تعالى “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهكم تطهيرا “الأحزاب ٣٣’فسياق الكلام عليهن. ثم أضاف تعالى قوله “واذكرن ماييتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة “الأحزاب ٣٤.
وأوضح ابن كثير أن إضافة هذه الآية لما قبلها ‘فيها أمر من الله بأن يعلمن بما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فى بيوتهن من الكتاب والسنة’واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس.(تفسير القرآن العظيم) لابن كثير .ص٤١٥. دار ابن كثير للطباعة والنشر٢٠٢١م
وعلى صعيد آخر ‘فقد اعتبر الشيعة فضل آل البيت عظيم بعض الشئ ‘فزعموا أن آل البيت لهم شفاعة خاصة ‘بل وذكروا فى كتبهم أن آل البيت هم الذين يدخلون الناس الجنة ‘والنار.”العقائد الإسلامية” لعبد الحميد الصنهاجى. ص١١١٣.
وعليه فقد رد على الرافضين من الشيعة’بأنه ليست ثمة شفاعة خاصة بآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ‘لكل من رضى الله تعالى عنه من الصالحين ‘و الشهداء ‘والعلماء’سواء كانو من آل البيت أم لا’وقد يشفع للمرء عمله الصالح’لكن للنبى صلى الله عليه وسلم من أمر الشفاعة النصيب الأوفر.(رسالة فضل آل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة)للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر.
ومن ناحية آخرى يعتقد البعض أن آل البيت يعفيهم الله تعالى من الحساب لعظم فضلهم يوم القيامة ‘فقد وجه شيخ الإسلام ابن تيمية:أن مدار تفاضل الناس فى المنزلة عند الله تعالى مقدر تقواهم وتمسكهم بدين الله عز وجل’وتابع:أن بخصوص مضاعفة العذاب لمن عصى الله منهم’ لا يوجد نص خاص بها إلا ماورد فى زوجات النبي صلى الله عليه “يا نساء النبي من يأت منكم بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا”الأحزاب ٣٠.
وعليه فلا يمنع أن يزداد العذاب فى حق من عصى الله تعالى تعالى من آل بيته صلى الله عليه وسلم’ فكلما كانت الدرجة أعلى ‘كان العذاب فى المخالفة أعظم.”منهاج السنة”لابن تيمية.ص٨٠ دار النوادر للنشر والتوزيع.٢٠١٣م
فلآل البيت فضائل كبيرة فى هذه الأمة فانتسابهم وقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم جعل لهم دور عظيم فى هذه الأمه ‘ولفضائلهم أعظم فكما روى الإمام أحمد فى المناقب عن على رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يا معشر بني هاشم ، والذي بعثني بالحق نبيا لو أخذت حلقة باب الجنة ، ما بدأت إلا بكم” .(كتاب المناقب والفضائل لنور الدين على بن محمد) ص٨٦٢٣. دار الكتب العلمية ٢٠٢١.
‘فالحسن والحسين يوم القيامة يلقبا بسيدا أهل الجنة ‘وتكون السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها خير نساء الجنة’وكان من صلبهم أول صبيا فى الإسلام ‘يوم كان يستهزئ بديننا شاربى الخمور والمفسدين ‘ليكون هذا سببا صغيرا لاستحقاقهم الفضائل على هذه الأمه بعد الله تعالى ورسوله’ويستحقون الإحترام والتقدير والدفاع عنهم ونصرتهم.
