قضية التوسل بآل البيت بين الجواز والمنع.

تعد قضية التوسل بآل البيت من القضايا التي أختلف فيها الفقهاء بعضهم يري أنه يجوز التوسل بالصالحين وآل البيت والبعض يري أنها شرك بالله.

فلجنة الإفتاء تقول بجواز التوسل بآل البيت وبعض العلماء يقول بعدم جواز التوسل بالأضرحة وبالتالي تعد هذه المسألة محل خلاف وفي هذا التحقيق سنعرض لكم أراء ووجهات النظر المختلفة .

 

قال د/ محمود شلبي والذي يعمل أميناً في الفتوي ومديراً عاماً للإدارة العامة للفتوي الهاتفية بدار الإفتاء المصرية أن التوسل معناه أن الإنسان سيدعو الله عز وجل ويأخذ الأنبياء ( عليهم الصلاة والسلام) وآل البيت وسيلة ويقول اللهم بحق كذا.

كما استشهد بقوله تعالي [ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون] سورة المائدة.

أضاف قائلا :أن هذا ليس شركا بالله وليس فيه عبادة من دون الله.

وواصل أن الإنسان يمكن أن يجعل غيره يدعو له ويذهب إلى مقابرالصالحين وفي هذه إجازة من أهل العلم ولا حرج فيه ولا بدعة فيه ولا شرك فيه وهو عبادة الله سبحانه وتعالي .

 

وقال الشيخ عبدالله السواح الذي يعمل في وزارة الأوقاف : أن التوسل بآل البيت غير جائز شرعاً لأن فيه من الشرك وما إلى غير ذلك من الأمور التي أبتدعها الناس .

استدل بآية من سورة فاطر :[ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير].

وأوضح أنهم مخلوقات مثلنا لا يستطيعون كشف الضر أو ما شابه ذلك ولهذا ينبغي التقرب إلى الله وابتغاء إليه الوسيلة وحده لا شريك سواه .

 

ومن زاوية أخرى كره الإمام أبو حنيفة التوسل بال البيت وغيرهم من الأولياء الصالحين وحذر بالدعاء ، وإن كان على القسم وشاهد بأنه لا يجوز الإقسام بالمخلوق على المخلوق فكيف على الخالق ؟!

 

وعلى صعيد آخر فقد صرح فضيلة مفتي الديار المصرية الأسبق أن المدد من الله سبحانه وتعالى وحده وقال فمن يدعو ويقول مدد ياحسين فهي طلب الدعاء من الحسين وليس من الله والله تعالى أن يستجيب أو لا ، رافضاً تكفير أصحاب البدع عند الأضرحة موضحاً أنه إذا وجد بدعا عند أضرحة آل البيت النهي عنها ولكن بالحسنى وليس بالتكفير.

 

كما ورد مركز الأبحاث العقائدية في أن الاستغاثة بالنبي وآل البيت عبارة عن سؤال الشفاعة منهم وقضاء الحوائج فكل من يناديهم من المؤمنين فهو عالم بأنه لا يدعو إلا الله ، وإن هؤلاء ليسوا إلا شفعاء فقط.

ورد المركز على انتقاداته بأن النبي (ص) أرشدنا بالاستغاثة بعباد الله من الأنبياء والصالحين والأوصياء لقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة”

 

 

مع الرغم من كل هذه الاختلافات تظل هذه المسألة تشغل بال الناس وهي هل التقرب إلى آل البيت جائزة أم غير جائزة ،

فالكل يتفق بأن الدعاء لغير الله غير جائز شرعاً بل هو محرم وقد اجمع العلماء على منعه وتحريمه إذا كان المقصد هو تعظيم المتوسل به على الله تعالى وأيضاً ليس بتكفير كل من توسل الله فالنية تكون حجر الأساس في دعاء المسلمين ولا يعلم أحد ما في نفس الآخر إلا الله تعالى ، والتوسل في الدعاء وهو على رأى أكثر الفقهاء مكروه والله أعلى واعلم .

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا