موقف الشيعة من آل البيت وخصوصا سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه

تختلف مواقف الشيعة عن الصحابة وباقى أهل السنة من (آل البيت)’حيث لا يعترف الشيعة بجميع أفراد آل البيت عدا الحسن والحسين وفاطمة وعلى رضوان الله عليهم إضافة إلى ٩ آخرون.
وعليه فإن المسألة عند الشيعة هى مسألة نصوص كما يدعون وليست مسألة رجال ‘وهى التى تعطى الخاصية لسيدنا على رضى الله عنه ‘ولذالك ياخذون مواقف متشددة من الصحابة رضى الله عنهم ‘ومن أى احد يخاصم آل البيت عموما.

ويؤمنون الشيعة فى عقيدتهم:أن عصمة آل البيت شئ لا جدال فيه ‘فكما ذكر فى إحدى مراكز الشيعة لنشر تعاليمهم ‘أن آية التطهير من أوضح معانى العصمة ‘والتى تمثلت فى قوله تعالى “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا” سورة الأحزاب (33) فهنا إذهاب الرجس وهذا يكون إرادته التطهير ‘وهذا معنا واضحا العصمة.(مركز الإشعاع الإسلامى).

كما وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية فى كتابة (منهاج السنة)فقال وتحقيق ذالك فى مقامين أحدهما:
أن قوله تعالى “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت …..إلخ”سورة الأحزاب (33)كقوله “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”سورة البقرة(185).
فإن إرادة الله فى هذه الآيات متضمنه لمحبة الله لذالك المراد ‘وإرضاه له ‘وأنه شرعه للمؤمنين وأمرهم به وليس فى ذالك أنه خلق هذا المراد’ولأنه قضاه وقدره.

* و أضاف فى المقام الثانى:أن القرآن دا على طهارتهم وإذهاب الرجس عنهم ‘كما أن الدعاء المستجاب لا بد أن يتحقق معه طهارة المدعو له ‘وإذهاب الرجس عنهم وليس فى ذالك مايدل على العصمة من الخطأ.

 

ومن ناحية أخرى استندت أئمة وشيوخ الشيعه إلى حديث الكساء فى اتخاذ موقفا عن آل البيت ‘حيث ادعوا أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إن هؤلاء أهل بيتى وخاصتى أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)أخرجه مسلم ‘فعندما دخل على ‘وفاطمة’والحسن والحسين رضوان الله عليهم وضمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء ‘ثم نزل قوله تعالى”إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم منع السيدة أم سلمة من الدخول تحت الكساء فلذالك لا يدخلون نساء النبي صلى الله عليه وسلم ضمن ال البيت’ولا أحد غير السابق ذكرهم إلى آل البيت.تفسيرالشيخ أبو القاسم فرات بن إبراهيم ( فرات الكوفى).ص(٣٣٥).

وعليه فقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ولم يكن ذالك لأنهم أفضل الأمة ‘بل لأنهم أخص أهل بيته ويفرق بين الآل والأهل.(منهاج السنة )ص٥
وعلى ناظرة منه فقد أوضح العالم الفقيه محمد الطاهر بن عاشور أحد أبناء الأدارسه الأشراف : أن الشيعة تلقفوا حديث الكساء الكساء ‘وعصبو وصف أهل البيت ‘وقصروه على فاطمه وعلى وابنيهما رضوان الله عليهم ‘وزعموا أن ازواج النبى لسن من أهل ‘وعليه فتكون هذه مصايدة للقرآن الكريم ‘بل وليس فى لفظ حديث الكساء مايقتضى قصر هذا الوصف على أهل الكساء’ إذ ليس فى قوله صلى عليه وسلم”هؤلاء أهل بيتى”صيغة قصر وهو كقوله تعالى “إن هؤلاء ضيفى “سورة الحجر(68)ليس معناه ليس لى ضيفا غيرهم. (التحرير والتنوير )ص٢٨٥

 

ومع تقارب الأحداث يوضح عمر بن أبى سلمه وهو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم وابن أم المؤمنين أم سلمه ‘التى حدث موقف الكساء فى بيتها:أن الآية الكريمة نزلت قبل أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة لأهل الكساء ‘وانه على افتراض أن أم سلمة قالت للنبى(ص):”وهل أنا معهم يارسول الله “فقال:”انت على مكانك وانت على خير”أنها ليست من أهل بيت النبى (ص)’فهذا ليس بصحيح لأن الآيه الكريمة نزلت فيها وفى ضرائرها فليست بحاجة إلى إلحاقها بهم أخرجه مسلم .(١٣٢٣١)

وفى نفس السياق يشهدون الشيعه فى آذانهم للصلاة أن عليا ولى الله ‘فقد وجه أخطب خوارزم أحد علماء الشيعة بإسناده إلى ابن عباس في قال (ص)”لو أن الغياض أقلام والبحر مدادا ‘والجن حساب ‘والإنس كتاب ‘ما أحصوا فضائل على بن أبى طالب”حيث يمجد الشيعة على بن أبى طالب رضى الله عنه ويعتبرونه والد ١٢ إماما من أئمتهم ويضيفون إلى اسمه رضى الله عنه (عليه السلام) تمجيدا له وتشبيه الأنبياء فى عصمته وذريته من الأئمة ‘وإنزالهم منزلة الأنبياء.(كفاية الطالب: ١٢٣).

 

ويرد شيخ الإسلام ابن تيمية:أن سيدنا على رضى الله عنه ندم على أمور فعلها من القتال وغيرها وكان يقول ليالى صفين :لله در مقام فقام عبدالله بن عمرو بن سعد ابن مالك ‘وذالك لأنهما اعتزلا القتال ‘وكان يقول:”ياحسن’ياحسن ما ظن ابوك أن يبلغ الأمر إلى هذا ‘ود أبوك لو مات قبل هذا ب٢٠عام ‘ولما رجع من صفين تغير كلامه ‘وقال: لاتكرهوا إمارة معاوية ‘فلو قد فقدتموه لرأيتم رؤيا تطاير عن كواهلها ‘وهذا فيما روى سيدنا على رضى الله عنه.(منهاج السنة ص٢)

 

فلا شك بأن أهل البيت هم عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم ‘وأنهم على منزلة رفيعه فى الدين الإسلامى ‘ولكن متبعو الفكر الشيعى يجلونهم ‘ويضعوهم بمنزلة محظورة ‘فالانبياء والرسل عليهم السلام ليس كباقى البشر ‘وأن آل البيت ومالهم من عظمة وتقدير فى الدين الإسلامى ‘إنما هم إلا بشر وليسوا بعصمة من الخطأ’وليس ذالك بل كان اقتصارهم على فئة خاصة معينة من آل البيت ‘استنادا إلى أحاديث وآيات قرآنية كان تفسيرها مؤولا من عندهم ‘وبكل هذه الأقوال فقد رد عليهم من الطوائف المناظره لهم’ويبقى الخلاف قائم إلى الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا