حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في زيارته لمصر يوم 14/2 الموافق يوم الأربعاء على زيارة مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة، ونشرت الرئاسة المصرية بيانا أكدت فيه أن الرئيس السيسي اصطحب نظيره التركي في زيارة إلى مسجد وضريح الإمام الشافعي في العاصمة، حيث أبدى الرئيس التركي سعادته بزيارة معالم القاهرة التاريخية والإسلامية، مؤكدًا اعتزازه البالغ بحضارة الشعب المصري العريق.
ورافق الرئيسين أثناء الزيارة قرينه الرئيس السيسي، وقرينه الرئيس التركي حيث تفقدوا مسجد الإمام الشافعي، ومقام الإمام، وذلك قبل رحيل الرئيس أردوغان عن مصر، حيث جاءت زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى مسجد وضريح الإمام الشافعي رفقة الرئيس السيسي، وسط أجواء دينية طيبة، تؤكد اعتزاز الجانبين بالثقافة الإسلامية العراقية وتقديسها.
حرص الرئيس التركي على زيارة مسجد الإمام الشافعي أثار التساؤل حول السبب الذي جعله يحرص على زيارة الشافعي دون سواه من مساجد مصر العامرة و سائر المعالم والمقدسات الإسلامية في القاهرة.
ومن جانب قال الخبير السياسي والمتخصص في الشأن التركي، الدكتور كمال حبيب، معلقا على زيارة أردوغان لضريح الأمام الشافعي أن من عادة الأتراك عند الحضور إلى مصر أن يقوموا بزيارة مكانين، فيذهب أهل السنة منهم لزيارة ضريح الإمام الشافعي، بينما يذهب المتصوفة إلى ضريح السيد أحمد البدوي بطنطا.
وأضاف في تصريح خاص للغد، أن الأكاديمي والسياسي والكاتب التركي، ياسين أقطاي، عندما زار مصر طلب مني مرافقته لزيارة ضريح الإمام الشافعي وقال إنها وصية جدته له.
وأشار حبيب أنه بالرغم من أن المذهب السائد في تركيا هو مذهب الإمام أبو حنيفة، مع وجود مذاهب أخرى معتبرة ومعمول بها في تركيا.
إلا أن الإمام الشافعي يتمتع لديهم بمكانة خاصة وينظرون إليه نظره إجلال وتقدير لعلمه وفقهه ومذهبه ومن ثم فهو له شيوع ومحبة لدى الأتراك جميعا.
حبيب أوضح في تصريحه للغد أن عقيدة الأتراك تميل أكثر للأشعرية، والجانب الصوفي لديهم يتمثل في انتشار الطريقة النقشبندية، مشيرا إلى أن تركيا فيها تنوع ثقافي ومذهبي، حتى اللغة العربية والتي كنت أظن أنه لا وجود لها عندما سافرت لتركيا إلا أنني وجدت الكثير وخصوصا في الجنوب التركي يتحدثون العربية ومتأثرون بها وبالثقافة العربية، وبالعلماء العرب وقد كان الإمام الشافعي له في الثقافة العربية والحضور العربي والإسلامي قسط كبير.
بدوره قال الكاتب التركي عبدالله أيدوغان قالاباليق، نائب مدير أخبار الشرق الأوسط لوكالة الأناضول التركية، إن الأتراك عادة عندما يزورون مصر يكون لديهم حرص على زيارة الإمام الشافعي، فهو مشهور جدا لديهم وربما شهرته تزيد عن الجامع الأزهر ومسجد الإمام الحسين أو مسجد السيدة زينب والسيدة نفسية.
وأضاف أبدوغان في صحيفة للغد: إن زيارة الرئيس أردوغان لقبر وضريح الإمام الشافعي، ربما لما توليه تركيا من اهتمام بالإمام الشافعي ومن قبل كانت هناك مشروعات من قبل تركيا لتجديد وترميم مسجد الإمام الشافعي من أجل المحافظة على التراث الإسلامي والعمارة الإسلامية وذلك نظرا لتأثير الإمام الكبير في العديد من البلدان العربية والإسلامية فهو عالم كبير ومؤسس لمذهب كبير .