الدور الدعوي لآل البيت في مصر والعالم العربي

يُعد آل البيت من الشخصيات المرموقة في الإسلام، وتحظي بمكانة كبيرة بين المسلمين في جميع انحاء العالم والوطن العربي، حيث أن آل البيت الطاهرين الذين تم اختيارهم من قبل الله ليكونوا قدوة للمسلمين والمسلمات، ولقد كان لأل البيت دورٌ هامٌ وبارزٌ في تطوير الفكر الإسلامي ونشر الدين الإسلامي علي مر العصور في مصر والعالم العربي، وتحظى أل البيت بشعبية واسعة في العالم العربي، حيث يعدون مرجعاً دينياً وروحياً للمسلمين في العالم العربي، ويتمتعون بتقدير واحترام الكثيرين في المنطقة العربية، وفي هذا التقرير سوف نسلط الضوء على الدور الدعوي الهام لآل البيت في مصر والعالم العربي.

 

إن عقيدة أهل السنة والجماعة واضحةٌ في حب آل البيت، ونري كتب السنة تفيض بذكر فضائلهم والحث على حبهم، إلا أنه حب إيمان لا يخرجهم إلى شيءٍ من النبوة أو الإلهية، إن أهل السنة والجماعة ليرون الحق لآل البيت: حق الإيمان، والصحبة، وحق القرابة والسبق للخير، ويُنزِلُونَهُم منزلتهم الحقيقية الشرعية، ويحبونهم جميعاً ويُوقِّرُونَهُم كلهم من دون إفراط او تفريط (المديهش، ١٤٤٠ هـ).

 

الدور الدعوي لآل البيت في مصر:-
آل البيت لهم دور كبير في تنشيط الدعوة إلي الله تعالي ونشر قيم الإسلام وتعاليمه السمحة في المجتمع المصري، ويساهم الدور الدعوي في تعزيز الوعي الديني
والتضامن الإجتماعي بين المسلمين، وتعزيز القيم الإسلامية في مصر، وأحب آل البيت مصر واختاروها للإقامة فيها, وهذه نعمة أنعم الله بها علينا (اهل مصر) على مرِّ الزمان, ولولا وجود آل البيت في مصر لما كان لها دور في عالم الإسلام والمسلمين, فقد سطر هؤلاء العظماء صفحات ناصعة من تاريخها, وتركوا بصمات واضحة فى واقعها منذ دخلها الإسلام، وهناك العديد من الأضرحة المقامه علي ارض مصر وتدعو إلي الوحده بين المصريين واتخذت الأضرحة شكلاً معيناً من البناء تعلوه قبة تفنن الناس فى شكلها وفى زخرفتها، وكثرت هذه الأضرحة فى مصر منذ عهد الفاطميين الذين أقاموا كثيرا منها لآل البيت، ثم جاءت الدولة الأيوبية وأقامت مثلها لكبار رجال السنة. ومن أكبرها ضريح الإمام الشافعى، والأضرحة شأنها شأن سائر القبور فى أن زيارتها سنة لما فيها من فوائد للزائر والمزور، ففيها للزائر عبرة وعظة، كما فى قوال النبى صلى الله عليه وسلم: ” كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور، فإنها تزهد فى الدنيا وتذكر الآخرة ” حديث صحيح، وقوله: ” كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد فى زيارة قبر أمه، فزوروها فإنها تذكر الآخرة ” حديث صحيح وقد صح فى مسلم أذن الله لنبيه بزيارة قبر أمه، وعدم إذنه فى الاستغفار لها، وفى الزيارة نفع للمزور بالسلام عليه والدعاء له، وقالت دار الإفتاء الممصرية ” قبور الأنبياء وآل بيت النبوة والصحابة في الأراضي المقدسة مواضع مباركة يُستَجاب عندها الدعاء؛ فإن قبور أهل الجنة روضات من رياض الجنة ” ( دار الإفتاء المصرية،2023 )، ومن أشهر هذه الاضرحة في مصر: ( مسجد ومقام السيدة نفيسة – السيدة زينب – الحسين رضي الله عنه – مقام السيد البدوي – ضريح السلطان أبو العلا – ضريح أبو الحسن الشاذلي – ضريح سيدي عبدالقادر – السيدة رقية – السيدة فاطمة النبوية – السيدة عاتكة – محراب السيدة نفيسة – ضريح السيدة سكينة – مسجد السيدة عائشة – ضريح فاطمة أم الغلام ).

الدور الدعوي لآل البيت في العالم العربي:-
يُعد الدور الدعوي لآل البيت مهماً في نشر العقائد والقيم الإسلامية وتعزيز الوحدة والتسامح بين المسلمين في العالم العربي، ولهم مكانة خاصة في قلوب المسلمين ومن يعرف قيمتهم ويحظون بتقدير واحترام كبيرين في العالم العربي ويعدون مصدر إلهام للكثيرين حول العالم وقدوة في العبادة والأخلاق والتعامل مع الآخرين ويسعون لتعزيز القيم الإنسانية والتسامح والعدل في المجتمع العربي.

وتُعد زيارة آل البيت في العالم العربي ومعظم الدول الإسلامية مقصداً دينياً مهماً للمسلمين، ويسافر الملايين سنوياً إلي الأماكن المقدسة لزيارة قبور آل البيت ويعتقد المسلمين أن زيارة آل البيت تزيد من قربهم من الله وتزيد من قوة إيمانهم بالإضافة إلي الدور الدعوي
يمتلك آل البيت تاريخاً ثقافياً غنياً وموروثاً فكرياً هاماً ويُعدون مرجع للمسلمين في القضايا الفقهية والشرعية، ويقدمون تفسيراتهم ومفهومهم للإسلام والقرآن الكريم.
ومن أبرز أعلام آل البيت الذين كان لهم دور واضح في الدعوة إلي الله تعالي في بلاد الحجاز سيدنا العباس بن عبد المطلب، وسيدنا حمزه بن عبد المطلب، وسيدنا علي بن أبي طالب، وسيدنا جعفر بن أبي طالب، وسيدنا عبدالله بن عباس حبر الأمة، وترجمان القرآن، وسيدنا الإمام الحسن بن علي، وسيدنا الإمام الحسين، وسيدنا علي ( زين العابدين ) بن الإمام الحسين بن سيدنا علي بن أبي طالب، والسيدة خديجة بنت خويلد، والسيدة عائشة، والسيدة أم سلمة، وأم المؤمنين السيدة حفصة ) رضي الله عنهم. (سلامة، 2018).

ومن أبرز الأماكن المقدسة خارج مصر: ” مقبرة بني هاشم بمكة المكرمة (الغرسي، 2008)، قبر حميدة زوجة جعفر الصادق ووالدة موسي الكاظم – قبر نجمة زوجة موسي الكاظم ووالدة علي الرضا بمدينة العوامية منطقة المدينة المنورة (الجلالي، 2005)، وهناك الكثير من الاماكن المقدسة في فلسطين والعراق وإيران وسوريا ولبنان والبحرين وتركيا والأردن وأفغانستان وسنغافورة ومصر ”
إن آل البيت لهم دور هام ومميز في الدعوة الدينية في مصر والعالم العربي، ويحتفظ الشعب المصري بمكانة خاصة لآل البيت حيث يتمتعون بشعبية كبيرة وتقدير عميق وقد ذكر في كتاب “إحياء الآثار” للمؤلفة “منيرة المقوشي” ( إحياء ذكرى مولد النبي ﷺ وموالد آل البيت: كمولد عليّ بن أبي طالب، وفاطمة، والحسن، والحسين والاحتفال بهم ) (المقوشي، ١٤٤٥ هـ) ويرتبط تاريخ مصر بتاريخ آل البيت بصلة وثيقة وتُعد مصر بلدً تحتضن العديد من المقامات والمزارات المرتبطة بهم.

 

ويمكننا أن نستنتج أن الدور الدعوي لآل البيت في مصر والعالم العربي له أهمية كبيرة في تعزيز القيم الدينية والإنسانية النبيلة، وإن إرثهم العظيم وتضحياتهم المستمرة يلهم الناس ويدفعهم إلي السعي نحو الخير والتقدم، ونتمني أن يستمر تأثيرهم الإيجابي في المجتمعات المسلمة وأن يظلوا قدوة للجميع في نشر السلام والمحبة والتسامح.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا